عنوان: الناصح مما علم رشدا (العبد محمدتقی البهجه – البالغ مناه)
متن: عربی
إنّ محاولة التعرف أو الإحاطة بصفات تلك الشَّخصيّة البعيدة الغور الغنيّة بالأسرار يصطدم بصعوبات بالغة قد تصل حد الإستحالة، خاصةً مع إصرار سماحته على التكتم وعدم الرضى بالإفصاح عن شيء يتعلق بذاته أو ما يُعتبر حديثًا عن شخصه حتّى في أبسط شؤونه الحياتية . و هو لم يستثن أحدًا في ذلك، فلم يفتح طريقًا لأحد ليقترب من خصوصياته وأسراره، فكأنّه ليس فقط لا يعنيه الحديث عن نفسه بل كان شديد الحرص على السكوت في هذا الجانب. لكن من المعلوم أن الوصول إلى مقام « علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل » يتطلب عناية إلهيّة خاصّة تشمل العبد وتحدوه عبر العوالم ومراحل الوجود قبل الولادة وارتداء ثوب الحياة الدنيا هذه أو بعده منذ الطفولة وحتى الشيخوخة، حيث تكون استقامته فى طريق العبودية والقرب مقدّمة المرتبة أعلى من نظر الحق ورعايته وبالتالي لمراتب أرقى في العبودية تتناسب مع مهمّة الهداية التي ستُلقى على عاتقه و تكليف إرشاد عباد الله إلى طريق قربه الذي سيوكل إليهونحن في هذا الكتاب إذ نستسلم إلى عجزنا عن التعريف بكافة جوانب شخصية سماحته الله لا فتقار في أدواتنا بالإضافة إلى استحالة أداء كل هذا الغنى المعنوي والسّيرة الحافلة لسماحته بهذا الكم القليل من الصفحات، لكننا سنسعى من خلاله و رغم اختصاره و إيجازه أن يكون بمثابة قبس وشعلة نور لمن اختار السّير في طريق معرفة الله، لذا حرصنا على أن يحتوي على جلّ أمهات المطالب التي تُغني الطالب الحقيقي و المُجدَ في السّير عن غيره. وعسى أن يكون هذا الكتاب بنفسه بمنزلة أستاذ و مرشد لمن عزم المسير و التّقرّب إلى الله تعالى على وفق منهج القرآن وأهل البيت ت ل م . و إن أغلى قيمة نستطيع ادعاءها له أنّه مقتبس من منهج هذا العارف الكبير في هذا الزمن الذي كسدت فيه سوق الحقائق وكثر فيه المدعون والمتطفلون
نقد و بررسیها
هنوز بررسیای ثبت نشده است.