عنوان: النجف؛ الذاكرة والمدينة
تأليف: زهير الجزائري
ناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
زبان: عربي
تعداد صفحات: 292
غادر زهير الجزائري “النجف” في العشرين من عمره، وغادر العراق بعد أربعة عشر عاماً، متنقلاً بين خمسة منافٍ وإثنان وأربعون بيتاً وسبعة أماكن عمل وثلاثة زوجات. بدّل حياته وشكله ولهجته ولغته العديد من المرات، وكان كما يقول في تنقله في المنافي يستبدل مع الغرف حياة بحياة، ويزيح المدن تباعاً من ذاكرته، ليهيء نفسه لمدينة جديدة، وتجربة جديدة.
في “النجف الذاكرة والمدينة” يرفض الجزائري أن تقتصر وظيفته على أن يكون كاتب سيرة جامدة فقط، بل يمعن ويوغل في روائيته وهو يسرد ذاته ويروي “النجق” وذاكرتها العصية على النسيان. إنه يروي تفاصيلها كفنان مبدع شغوف ليرينا مشهداً مهيباً بين قداسة صحتها وقبابها الذهبية وأبوابها الفضية المطعمة بالآيات، واثرها على زائريها من كل البلاد، وماذا تخبىء لنا من حكايات لشخصيات ورجال دين وأئمة خلدوا إسمها على مرّ التاريخ وفي كل جيل.
يقول المؤلف في مفتتح الكتاب “بعد أربعة عقود أترك مدن المنفى ورائي وأزيحها من ذاكرتي، وأعود للمدينة الأولى، قابضاً بأعصابي على مقعد السيارة، وبذاكرتي على تلك المدينة لأراها بعين الحاضر” وبين الماضي والحاضر، ثمة تجربة حافلة بكل أنواع المخاوف كانت بانتظاره “النسيان، اللوم، والموت” هذا هو الإحساس الذي انتاب المؤلف عند دخوله المدينة بعد غياب ولم يجد منها “غير الرماد والجنائز” مستذكراً تاريخ العائلة ويبدأ سيرته من جده الشيخ أحمد، ثم يتبادر إلى الذهن صورة أحفاده الثلاثة (عبد الكريم، محمد جواد وعبد اللطيف) . وتتوالى الذكريات للأهل والأصحاب، والوطن، لتشكل في النهاية ذاكرة المؤلف وذاكرة النجف في آن.
نقد و بررسیها
هنوز بررسیای ثبت نشده است.